فن ومشاهير
نانسي عجرم في 11 اغنية جديدة

بعد حملة ترويجية واسعة تصدّرت الترند العربي، طرحت النجمة اللبنانية نانسي عجرم ألبومها الحادي عشر المنتظر “نانسي 11″ ليُشكّل محطةً فارقةً في مسيرتها الفنية، بما يحمله من أبعاد موسيقية وبصرية إبداعية تتجاوز الحدود التقليدية لتخلق معايير جديدة للتميّز الفني.
بين اللهجتين اللبنانية والمصرية، تنوّعت الأغاني من حيث الشكل والمضمون، من الرومانسي والدرامي إلى الإيقاعي الراقص، في مقاربات موسيقية جريئة شكّلت مفاجأة حتى لجمهور نانسي الأكثر وفاءً. تعاونات نوعية مع أسماء راسخة وأخرى جديدة ضخت في الألبوم نفسًا معاصرًا، فكان لكل لحن بصمته، ولكل نصّ روحه، ولكل توزيع حكاية. هكذا بنت نانسي هذا الألبوم على خريطة تعاونات واسعة تؤكد سعيها الدائم إلى التجدّد والتوسّع، من دون التفريط في هويتها الخاصة. لكن المفاجأة الأكبر جاءت بصريًا، من خلال سلسلة فيديوهات صُمّمت بإتقان داخل استوديوهات مغلقة، تحمل بعدًا بصريًا مغايرًا لما اعتاده الجمهور في هذا النوع من الفيديوهات. عناصر الضوء،الحركة، التكوين، والرمزية صنعت محتوى بصريًا غنيًا، متقاطعًا مع المعنى الموسيقي والنصي لكل أغنية، في دلالة مباشرة على الانسجام التام بين الإبداع الصوتي والبصري.
11اغنية، اولها “بدّي قول بحبّك” حيث يقود صوت نانسي الإيقاع ويلتحم بحميمية ودفء بالكلماتواللحن ليشكّل اعترافاً جريئاً بالحب همساً وجهراً، لتأتي الذروة اللحنية للأغنية مع صولو الجيتار الكهربائي فتلامس السوفت روك تعبيراً عن انفجار المشاعر.
وفي “يا قلبو” تحكي نانسي لغة الحب بمفردات جديدة وتصيب القلب إصابة مباشرة على وقع إيقاع شعبي جذّاب وبتوليفة لا تقاوَم من الدلع الذي تشهره كسلاح الأنثى في وجه إهمال الحبيب.
أما في أغنية “أنا تبعني” فيبرز البعد الدرامي بامتياز ليذكّر بأشهر هيتات نانسيالرومانسية التي يعشقها الجمهور بصوتها.
في “غيرانين” يطغى المزاج اللبناني الرقيق ليخلق حالة شعورية تشابه نسيماً منعشاً يبلسم الروح، فعلى وقع كوردات الجيتار الأكوستيك تهتزّ الأوتار ومعها المشاعر بانسيابية لحنية آسرة.
وفي “طراوة” كل المشاعر تذوب ذوباناً حتمياً في انسيابية اللحن وسحر الأداء. إنهاأغنية “ترشّ” السعادة رشاَ كما تقول اللازمة “هات سعادة ورش” لتضع ابتسامةً علىالوجه إزاء دلع نانسي الذي لا يقاوَم.
في أغنية “إنسى” صوت الوجع مسموع بعذوبة استثنائية في الأداء الصوتي وترجمةقوية لمشاعر الخذلان من خلال موسيقى الروك وتحديداً صولو الجيتار الكهربائي الذييكاد يشبه صرخةً رائعة الجمال لكل المشاعر التي قد تحكم عليها الأنثى في مراحل معينة بالصمت أو النكران.
أما “سيدي يا سيدي” فتنقلك من أوّل نغمة إلى أجواء الأغنية الشعبية المصرية على إيقاع المقسوم قبل أن تشهد تصاعداً لحنياً تتجلّى فيه روح الابتكار والتجديد عبر دمج الروح الشعبية التراثية بالموسيقى الإلكترونية الحديثة وبتأثيرات موسيقية من ثقافات مختلفة تتداخل فيها لمسات الناي بتوليفة موسيقية تكاد تؤسّس لجنرا جديد من حيث اللحن والتوزيع ووقع الكلمات.
في “لغة الحب” تمتزج موسيقى البوب بالروك في توليفة تؤسس للغة حب خاصة حيثتتحدّث نانسي بلسان التناقضات وبصوت الانثى التي تكابر: “بتقول حاجات وجوّاها حاجات“… لتعكس المشاعر المتضاربة التي تحملها كل امرأة في مفهومها الخاصللحب.
أما في “جاني بالليل” فعالم آخر من الرومانسية، أغنية تقطر عذوبة وواحة من المشاعروالأحلام بتنوّعات لحنية تمتزج بسلاسة آسرة.
وفي أغنية “على علمي” تتناول نانسي موضوع الغيرة في الحب بزاوية جديدة غيرمألوفة فبدل أن تشكو من غيرة الحبيب، تبدو على العكس كمن تتلذّذ بها مع مفردات جديدة في الكلمات “صح اني مش ملاك” وموسيقى تتدرّج بايقاع تصاعدي يوحي بتصاعد وتيرة الغيرة نفسها مع كل نقرة جديدة على إيقاع الدربكة في القسم الثاني منالاغنية…
وفي الأغنية رقم 11 “أنا هفضل أغني” أغنية إيقاعية رائعة، تمثل ختاماً قوياً للألبوم،وتُعبّر عن شغف نانسي بالغناء ورسالتها الفنية المتواصلة. إنها أغنية جديدة من حيث مفرداتها “حبيبي شاهد قبل الحذف” متناسقة بشكل كامل في كلامها ولحنها وتوزيعها،حيث الإيقاع هو المطلوب والاستمرار بالغناء هو الوسيلة لاستمالة الحبيب ولأسر القلوب على حد سواء، تماماً كما تفعل نانسي في هذه الأغنية “هفضل أغنّي لحد ماتيجي وترقص جنبي“.. إنها دعوة مفتوحة لمشاركة نانسي الحب والفرح والفن.