فن ومشاهير
عادت الشمس. سطعت الاميرة كيت

جوزيفين حبشي
الاميرة كيت صبغت شعرها بتدرجات من الاشقر. حين نظرت إليها في صورها الجديدة التي تملأ المواقع والسوشل ميديا ، لم أرى مجرد تغيير في لون الشعر. بل رأيت امرأة خرجت من النفق، وحملت معها ضوء الأمل والحنان.
لم يكن مجرد تغيير لون شعر. لم تكن تلك الخصلات الأشقر التي انسدلت على كتفي أميرة ويلز مجرد موضة عابرة أو إطلالة صيفية جديدة. لقد كانت إشراقاً داخلياً ينساب على خصلاتها. كانت إعلاناً صامتاً ، همساً أنثوياً دافئاً ، رسالة من القلب إلى الحياة: “أنا هنا.. أقف من جديد، وأختار أن أشرق”. جميل هذا التغيير، فبعد فترة صعبة قاستها الاميرة بصمت (تشخيص السرطان، رحلة العلاج، والتعافي ) تعود كيت إلى الساحة العامة بأشقر طبيعيّ، كأن الشمس احتضنت ظلها القديم بالدفء. لون الضوء الذي يزين رأسها يبدو وكأنه إعادة تواصل مع الحياة، ووميض دفين من القوة والحياة يُطل منها.

Screenshot
ظهورها الأخير إلى جانب الأمير ويليام، رافقته الدهشة والإعجاب، ليس فقط لأنها تبدو أكثر إشراقاً من ذي قبل، بل لأنها بدت وكأنها خرجت من عتمة صامتة إلى شمس لم تغب عنها يوما، بل كانت تنتظرها في الطرف الآخر من النفق.
خصلاتها الشقراء لم تكن فقط أفتح من المعتاد، بل كانت أدفأ. مزيج من العسل والضوء، يعكس تحوّلاً داخلياً لم يكن مرئياً للعلن، لكنه كان حاضراً في كل خطوة، كل ابتسامة، وكل نظرة حملت صدى الألم، والشفاء، والاحتفال بالبقاء.
لعلنا اعتدنا أن نرى الأميرات في القصص يُنقذن أو ينتظرن مصيرهن بين جدران القصور. لكن كيت، بطريقتها الخاصة، كتبت قصة مختلفة. قصة فيها المرض لا يكسر، بل يصقل. فيها الشعر لا يُغيّر فقط المظهر، بل يرسم ملامح مرحلة جديدة من الحياة. فيها المرأة لا تعود كما كانت، بل تعود أقوى، أجمل، وأكثر صدقاً مع نفسها.
خيار الأشقر كان جريئاً صحيح، ولكنه هادئ كشخصية اميرة ويلز. أشقر لا صخب فيه، بل دفء. لا انقلاب فيه، بل نضج. وكأنها أرادت أن تقول: “نعم، تغيّرت. وها أنا أحتفي بهذا التغيير.”
هي لا تهرب من صورتها السابقة، بل تُعانقها بلطف، وتواصل السير. تترك وراءها أثقال التجربة، وتمضي بخفة الحرير وألوان الشمس.
كيت، التي اعتادت الصحافة أن تصفها بالأنيقة والمتّزنة، تجاوزت هذه الصفات الآن. أصبحت رمزاً لقوة هادئة. شجاعة لا تحتاج إلى كلمات كثيرة، فقط إلى نظرة، وخطوة، وخصلات ذهبية تقول كل شيء.
هذه الإطلالة الشقراء هي أكثر من مجرّد تغيير… هي راحة بعد ألم، شجاعة بعد تعب، وأناقة بعد تحدّي. هذا التدرج العسلي الذي تلامسه الشمس يشبه خطوة نحو الذات، حيث تترك كيت الظلال الفاترة وراءها، وتستقبل الضوء المشرق كهديّة للحياة الجديدة… نعيماً كيت!

Screenshot