Connect with us

فن ومشاهير

هشام حداد… «كتير قليل هلقد» !!!

Published

on

جوزيفين حبشي

وعاد هشام حداد إلى شاشة MTV بعد غياب دام أكثر من عامين، عبر برنامجه الأسبوعي الساخر «كتير هلقد»، الذي اعتاد مقاربة القضايا السياسية والاجتماعية والفنية في لبنان والعالم بأسلوب كوميدي نقدي ساخر . عودةٌ كان يُفترض أن تحمل معها زخما خاصا، خصوصا أن البرنامج شكّل في السابق حالة مميزة ضمن مشهد الـ Late Night Show اللبناني. غير أن الحلقة الأولى جاءت دون مستوى التوقعات، إلى حدّ أن حضور النجمة ماريلين نعمان بدا العنصر الوحيد القادر على إنقاذها من عنوان بديل أكثر قسوة: «كتير قليل هلقد».

Screenshot

عاد هشام حداد، لكن السؤال الذي فرض نفسه منذ الدقائق الأولى كان: بأي حال عدت؟ فالحلقة الافتتاحية التي تأجلت اسبوعا ( لنقل لاسباب تقنية) لم تحمل جديدا يُذكر، وبدت فاقدة لعنصرين أساسيين شكّلا سابقا جزءا من هوية البرنامج ونجاحه، هما جاد بو كرم وأمل طالب.

غياب جاد بو كرم، المعروف بعفويته وسرعة بديهته ومداخلاته الساخرة، ترك فراغا واضحا لم يتمكن ندي بو شبكة من ملئه. ليس انتقاصا من موهبة ندي، بل على العكس، إذ إن نقاط قوته تكمن في مساحة مختلفة تماما. وربما كان الأجدى للبرنامج، ولندي تحديدا، ابتكار فقرة خاصة تُبرز إمكاناته، بدل وضعه في موقع الـ co-host الذي لا يشبهه ولا يخدمه.

أما أمل طالب، ورغم انتقالها سابقا إلى شاشة «الجديد» في تجربة لم يكتب لها النجاح والاستمرار، فإن حضورها كان يمنح «كتير هلقد» نكهة خاصة وخفة ظل واضحة. غيابها كان ملموسا، خصوصا أن هشام أبقى على معظم العناصر الأخرى كما هي: الفرقة الموسيقية، إيلي جلادة، فقرة «تيك توك»، أريج الحاج بشخصية «سهام»، إضافة إلى فقرة النكات التي لا تزال تتجاوز حدود الجرأة إلى السوقية والابتذال . نعم، نعلم ان البرنامج مصنّف ضمن قالب الـ Late Night Show، ولكن هذا القالب لا يُفترض أن يشكّل غطاءً للانزلاق نحو النكات السهلة أو الابتذال. فالتجارب العالمية تؤكد أن الـ Late Night لا يقوم على كسر المحظورات اللفظية بقدر ما يقوم على جرأة الطرح وحسن المقاربة.  جيمي فالون، ورغم الطابع الترفيهي الخفيف الذي يميّز برنامجه، بنى شعبيته على ألعاب مدروسة، حضور موسيقي ذكي، وإيقاع محكم، من دون الحاجة إلى إسفاف أو افتعال صدمة. وكذلك ديفيد ليترمان، جون أوليفر، وستيفن كولبيرت، الذين رسّخوا مكانتهم عبر نصّ متماسك، توقيت دقيق، واحترام واضح لعقل المشاهد. في هذا السياق، تصبح الجرأة الحقيقية هي القدرة على قول ما يجب قوله، لا كيفيّة قوله فقط، بحيث تُضحك السخرية وتُحرج وتفتح باب التفكير في آن واحد.

Screenshot

في المقابل، شكّلت النجمة ماريلين نعمان النكهة الأجمل في الحلقة، والخيار الامثل لجذب مشاهدات عالية. ذكية، عفوية، ظريفة،  وساحرة الحضور، إلا أن محاورتها لم تكن بمستوى موهبتها. إذ غالبا ما قاطع هشام خيط الحديث بتعليقات مبالغ فيها، بعيدة احيانا عن الضيفة واهتمامات الجمهور، كتركيزه المطوّل  وتضييعه الوقت على مسألة تقبّله أو عدم تقبّله، وهو أمر لا يبدو أنه يشغل المشاهدين بقدر رغبتهم في الاستماع أكثر إلى ماريلين نفسها.

ومع ذلك، استطاعت ماريلين إنقاذ الحلقة بكاريزمتها وعفويتها وثقافتها وسرعة بديهتها و«لطشاتها» الذكية، التي وإن قُدّمت بابتسامة، كانت واضحة المقصد، كما حين علّقت قائلة: «هذا أصبح حفلاً موسيقيا وليس حلقة»، بعد إصرار هشام المتكرر على أن تغنّي، وحتى قبل ان يطرح عليها سؤالا واحدا في بدء اللقاء. غناؤها كان ممتعا بلا شك، لكن الاختزال المتكرر لموهبتها في هذا الإطار وحده جاء على حساب حوار كان يمكن أن يكون أغنى وأكثر عمقا.

Advertisement
Ad placeholder

Screenshot

خلاصة القول، إن عودة «كتير هلقد» كان يمكن أن تكون أقوى وأكثر تماسكا. الحلقة الأولى أظهرت حاجة البرنامج إلى إعادة نظر جدّية في إيقاعه، توزيع الأدوار داخل الفريق، وطريقة إدارة الحوار، إذا كان يطمح فعلاً إلى استعادة مكانته السابقة، لا سيما في ظل منافسة مباشرة مع نيشان على شاشة «الجديد». الجديد مطلوب من البرنامج، مع الحفاظ طبعا على طابعه النقدي الساخر والمرح الذي كان سببا اساسيا في نجاحه، لكن مع جرعة إضافية من الرقي. جدد  يا هشام ، فانت تملك كل ما يلزم للابهار مجددا. 

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

ديسمبر 2025
ن ث أرب خ ج س د
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
293031  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA