فن ومشاهير
لبنان 2025: الفن لا يعرف الخسارة، والنجوم لا تنطفئ
جوزيفين حبشي
لبنان وطن اعتاد ألا يركع أمام المآسي، وشعب اعتاد أن ينهض من تحت الركام، يزرع النجاح وسط العواصف، ويضيء النور حين يشتد الظلام. الفن في لبنان، مثل لبنان، لا ينكسر امام الخسارة. صحيح أن عام 2025 حمل معه وداعا لاثنين من أعمدة الإبداع، زياد الرحباني وأنطوان كرباج، ولكن أثرهما استمر حيا، ينتقل من قلب إلى قلب، ومن خشبة إلى أخرى، لتظل مسيرة الفن اللبناني مشعة ومفتوحة على المستقبل.
على شاشة السينما، أطلّ جورج خباز في فيلم “يونان” لامير فخر الدين عام ٢٠٢٥، محققا بموهبته التمثيلية الجوائز الدولية، آخرها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، اضافة الى مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين. جورج خباز هو اليد المؤتمنة على مصباح تركه السابقون ليكمل الرحلة بجدارة . ووسط هذا الضوء، حمل المخرج وكاتب السيناريو الشاب سيريل عريس فيلمه “نجوم الأملوالألم” إلى العالمية، بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان البحر الأحمر، وجائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا، وترشيح لبنان له لتمثيله في الاوسكار ، ليؤكد أن الدراما اللبنانية قادرة على إبهار العالم.
عام ٢٠٢٥ عادت الدراما اللبنانية المُغيَّبة، بقوّة عبر مسلسل “بالدم”، من إنتاج شركة إيغل فيلمز، الذي تصدر المنصات والشاشات العربية في رمضان، وحقق ولا يزال جوائز عديدة في لبنان والعالم العربي، واخيرها ترشحه لجوائز Joy Awards, معلنا أن لبنان لا يختفي من المشهد، بل يعود بأقصى قوته وإبداعه. مسلسل ونجاح وفريق عمل اشبه بصرخة واحدة تقول: لبنان حاضر، وإبداعه أقوى من كل غياب، أقوى من كل صمت.
وعلى أوتار الموسيقى، بقيت إليسا، ملكة الإحساس، ثابتة في قمة مسيرتها، لم تتراجع يوما، تملأ القلوب بالحنين والفرح على حد سواء. تجاوزت مقاطعها الموسيقية المليار استماع على منصة “أنغامي”، واصبحت اول فنانة عربية تنال لقب Global Woman in Music من Billboard، لتظل الصوت الذي يذكّر العالم كله بروعة الفن اللبناني وقدرته على الوصول إلى كل قلب.
أما ماريلين نعمان، فقد حلّقت بموهبتها الموسيقية الاستثنائية خارج حدود لبنان لأول مرة سنة ٢٠٢٥، مقدمة حفلات ناجحة في الأردن والإمارات والسعودية، ومعلنة عن حفل موسيقي جديد صيف 2026 في باريس، لتؤكد أن الموهبة الحقيقية قادر ة على عبور القارات وأن نجوم لبنان يملأون الزمان في كل مكان، يتألقون، يحلمون، ويشعلون النور من جديد.
حتى في الرياضة، كتب هادي حبيب تاريخا جديدا، كأول لبناني يتأهل للقرعة الرئيسية في بطولة Australian Open وغيرها من بطولات الغراند سلام، وفاز في الدور الرئيسي، وارتقى إلى أفضل 200 لاعب عالميا، ليصبح مثالا حيا على الإرادة اللبنانية التي لا تعرف الاستسلام.
عام 2025 كان دمعة وفخرا، فقدانا وإشراقا… لكنه قبل كل شيء درسا في الصمود: الفن اللبناني لا يعرف الخسارة، والنجوم دائما يضيئون، مهما اشتدت العواصف، ومهما كان الوجع حاضرا.
Screenshot
