منوعات
MiraIcon: عالم الأيقونات البيزنطية الفريدة بين الروحانية والتراث في بيروت

في قلب بيروت، وتحديدًا في الأشرفية، يفتح متجر MiraIcon أبوابه بموقعه الجديد ليقدّم تجربة فنية وروحانية استثنائية لعشاق الأيقونات البيزنطية المصنوعة يدويًا. هذه الأيقونات ليست مجرد قطع فنية، بل هي تجسيد للتراث العريق والرمزية الدينية العميقة، المنفّذة بدقة وذوق رفيع. وراء هذا المشروع تقف ميرا أبو حبلة، وهي سيدة تجمع بين الشغف بالفن البيزنطي والخبرة في اختيار وتصميم الأيقونات ذات القيمة الجمالية والروحية العالية، التي تليق بالمناسبات الخاصة وتلائم مختلف الأذواق. ولفهم أعمق لفكرة هذا المشروع المميّز، أجرينا هذه المقابلة مع ميرا، التي حدثتنا عن انطلاقتها، رؤيتها، والتفاصيل التي تجعل من MiraIcon ليس فقط متجرًا، بل مساحة حقيقية تنبض بالإيمان والفن والهوية.
– ما الذي دفعك لإنشاء متجر MiraIcon؟
خلال سنوات طويلة لاحظت غياب مكان موثوق في السوق اللبناني يوفّر أيقونات بيزنطية ذات جودة عالية وأصالة في التصميم. لم تكن مجرد هواية، بل رغبة حقيقية في أن أقدّم للناس قطعًا تحمل في طياتها قصصًا روحية وتراثًا ثقافيًا عميقًاً. MiraIcon هو نتاج هذا الحلم، مشروع هدفه جسر الفجوة بين الفن الديني والتقاليد وبين الناس الذين يبحثون عن رموز تعبّر عن إيمانهم بطريقة راقية.
كيف تختارين الأيقونات التي تعرضينها في المتجر؟
أعمل شخصيًا مع شركة Iconotechniki، التي تُعتبر من أبرز الشركات المتخصصة في الأيقونات البيزنطية والرائدة في صناعة نسخ فنية دقيقة للأيقونات المقدسة مثل العشاء الأخير، المسيح المصلوب، العذراء مريم والطفل يسوع، وأنا الوكيلة الحصرية لهذه الشركة في لبنان والمنطقة منذ أكثر من عشر سنوات، أتمتّع بخبرة طويلة وعميقة في عالم الأيقونات واقتنائها.
عملية الاختيار تتم بدقة متناهية؛ فأنا لا أقبل إلا بالقطع التي تُصنع باستخدام مواد طبيعية عالية الجودة، مثل الألواح الخشبية المختارة، الأصباغ الطبيعية، وورق الذهب. كما أحرص على تنويع التشكيلة لتشمل مختلف الأذواق، من القطع الصغيرة المناسبة للهدايا إلى القطع الفاخرة المزينة بالفضة وكريستالات سواروفسكي، لتناسب جميع المناسبات الخاصة.
وما يميّز الأيقونات المتوفرة في المتجر هو أن أسعارها مقبولة جدًا، ما يجعلها في متناول شريحة واسعة من الناس، حتى لمن لم يفكّر سابقًا باقتناء أيقونة، ليجد كلّ شخص قطعة تعبّر عنه وتحمل قيمة روحية وجمالية بأسلوب راقٍ وغير باهظ.
لمن توجّهين أيقوناتك عادة؟
أيقوناتنا موجهة إلى شريحة واسعة ومتنوعة من العملاء الذين يبحثون عن عمق روحي وثقافي في قطعة فنية تعبّر عن إيمانهم وتراثهم. فالكثير من زبائننا يأتون خصيصاً لاقتناء أيقونات تناسب مناسبات دينية هامة مثل المعمودية، الزواج، أو الاحتفال بالأعياد الدينية، حيث يرغبون في هدايا تحمل رمزية ومعانٍ روحية عميقة. كما نستقبل عشاق الفن البيزنطي والتقاليد الشرقية، الذين يقدّرون الدقة العالية في التفاصيل والمواد الطبيعية المستخدمة في صناعة الأيقونات. وهناك أيضاً من يبحث عن تحف فنية تعكس هويته الثقافية والروحية، يرغبون في اقتناء قطع تجمع بين الجمال الفني والروحانية، تعزّز من ارتباطهم بجذورهم وتراثهم.
بالإضافة إلى ذلك، نلبي طلبات العملاء الذين يرغبون في هدايا ذات قيمة دينية وأخلاقية، تهدف إلى التعبير عن مشاعر الحب والاحترام والتقدير، سواء كانت للمنزل، المكتب، أو المناسبات الخاصة. باختصار، أيقوناتنا تخاطب كل من يسعى إلى امتلاك قطعة فنية تتجاوز كونها مجرد زخرفة لتصبح جسرًا بين الفن والروح.
نؤمن بأهمية الحفاظ على التراث الروحي والثقافي، وفي الوقت نفسه نحرص على أن تكون أيقوناتنا فنية ومعاصرة تلائم الأذواق الحديثة. نهدف بشكل خاص إلى جذب الجيل الجديد من الشباب، الذين يبحثون عن قطع فنية تعبّر عن هويتهم وتكون قريبة من ذوقهم العصري. بهذه الطريقة، نجمع بين الجمال الكلاسيكي واللمسة العصرية التي تواكب روح الشباب، مما يجعل أيقوناتنا ليست فقط رمزاً للإيمان، بل أيضاً قطعة فنية معاصرة تناسب جميع الأجيال.
كيف تساهم MiraIcon في إثراء المشهد الثقافي والديني في بيروت؟
نحن لا نقدّم مجرد زينة، بل قطعًا تنبض بالروحانية والتاريخ. فالأيقونة ليست فقط فناً، بل هي جسر يربط الإنسان بإيمانه وتقاليده العريقة. من خلال توفير قطع أصلية وذات جودة عالية، نمنح الناس الفرصة للتعبير عن إيمانهم بطريقة أصيلة ومميّزة.
كما نثري المشهد الثقافي من خلال إبراز هذا الفن الذي يحمل رسالة روحانية وتاريخية عميقة، ونساهم في الحفاظ على التراث البيزنطي الغني في لبنان. تتميّز أيقوناتنا بأنها حاصلة على مباركات واعتمادات من أديرة جبل آثوس في اليونان، أديرة كيكلوس في قبرص، أديرة الميتورا، والأماكن المقدسة في القدس.
إضافة إلى ذلك، تنتج الشركة لمتجر Mira Icon أيقونات خاصة حسب الطلب لقديسين كاثوليك مثل مار شربل، القديسة ريتا، القديسة تيريزا، مار فرنسيس الأسيزي، وغيرهم، ممّا يتيح لعشاق الفن المسيحي اقتناء قطع فنية تجمع بين الجمال الروحي والفني العميق.
هل هناك قصة خاصة أو أيقونة تلامس قلبك بشكل خاص في مجموعتك؟
بالتأكيد، هناك عدة أيقونات تميّز مجموعتنا وتحمل معانٍ عميقة، وأبرزها أيقونة العذراء التي تعد من أقدم القطع وأكثرها رمزية في الروحانية المسيحية. هذه الأيقونة تمثل جسراً بين الماضي والتقاليد الروحية، وأشعر بشدة بأن كلّ من يقتنيها يحمل معه جزءًا من هذا الإرث الروحي العظيم. إلى جانب ذلك، تضمّ مجموعتنا بعض الأيقونات المعتقة التي تتميّز بفرادتها وقيمتها التاريخية، فهي قطع فنية نادرة تعكس تاريخًا عريقًا وتضيف عمقًا خاصًا إلى تجربة مقتنيها. هذه الأيقونات القديمة تُعتبر كنوزًا ثقافية وروحية تعزز من ارتباطنا بالتراث البيزنطي الأصيل.
في النهاية، كل قطعة في مجموعتنا ليست مجرد صورة أو فن، بل قصة حية وروح تنبض في كل تفاصيلها، تربط بين القلوب وتُلهب مشاعر الإيمان والاعتزاز بالتراث.
كيف ترين مستقبل MiraIcon في ظل التطور الرقمي والتغيرات الاجتماعية؟
أرى أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة لنشر هذا الفن خارج حدود لبنان. نخطّط لتوسيع حضورنا عبر الإنترنت، ما يتيح لنا الوصول إلى جمهور أوسع في الشتات وفي دول أخرى تهتمّ بالتراث والدين. رغم كلّ التطورات، يبقى شغف الناس بالفن الروحي والرموز التقليدية ثابتًا، وMiraIcon تسعى لأن تكون الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر بطريقة عصرية.