Uncategorized
حقائق اليوم عن النفط…
النفط، الذهب الأسود هو سلعة سياسية إستراتيجية تتأثر أسعاره بالإنتاج والتصدير، الحروب وحتى التقلبات المناخية، كما تتأثر أيضاً ببيانات مخزون النفط الأميركية الأسبوعية التي تصدر من بورصة شيكاغو كما هو واضح في الآونة الأخيرة.
فالبيانات ساءت بشكل كبير خلال الشهرين المنصرمين نتيجة تراجع الأسعار مما يجعل الأمور أكثر غموضاً بالنسبة للمحللين وحتى المضاربين في البورصات . فالسلعة النفطية هي سلعة حساسة ودقيقة حساسة ودقيقة من جهة وفبها من الخطورة لدرجة بأنها قد تؤدي إلى نشوب حروب ونزاعات طويلة الأمد نعلم كيف تبدأ ولا نعلم كيف ستنتهي.
وقد هيمنت البيانات هذه كما حالة تقلبات الأسعار النفطية على الأسواق العالمية بسبب المخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والحصار القسري القائم منذ مدة على إيران، وكل هذه العوامل تثير قلقاً واسعاً في إنزلاق الإقتصاد العالمي إلى حالة من التباطؤ والإنكماش وبالتالي إلى تراجع مستويات الطلب النفطي.
إذ إن متابعي ومحللي الأسواق يجدون إستغراب بالغ في تذبذب أسعار النفط الخام من خلال تقلب شبه يومي ما بين صعود وهبوط متكرر إما بسبب تصريحات نارية يطلقها الرئيس الأميركي في حرب بلاده التجارية مع الصين والعسكرية مع فنزويلا والتحذيرات المتكررة على إيران.
ومن الواضح يأن العقوبات الأميركية على إيران وأهمها الورقة الإقتصادية ستستمر لتشكل مدخل لإستراتيجية أوسع تستهدف النظام الإيراني. فالتهديدات المستمرة ظاهرها إستعراض عسكري وباطنها جر إيران لإتفاق نووي جديد يتلاءم والشروط الأميركية وبصياغة من إدارة ترامب شخصباً.
يذكر بأن إيران كانت تصدر 4،2 مليون يرميل يومياً بينما أدت العقوبات الدولية المفروضة في عهد الرئيس السابق محمد أحمدي نجاد إلى تقليص الصادرات بحوالي مليون برميل يومياً.
وعلى الرغم من تلقي الأسعار دعماً قوياً من تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك ودعم العقوبات الإقتصادية على كل من إيران وفنزويلا، تراجعت أسعار الخام في خلال الأسبوع الأول من شهر آيار/مايو من 66.00 دولار لغاية 60.00 دولاراً للبرمبل الواحد.
وقد ألقت التوترات المتصاعدة بين أكبر قوتبن إقتصاديتين في العالم بظلالها على توقعات النمو العالمي حيث وازن النزاع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة الأميركية والصين ضغوطات غير متوقعة في المخزونات الأميركية والتي تؤثر في توقعات الطلب على النفط وتضرر أسواق الأسهم العالمية وهذا ما حصل مؤخراً في يوم الإثنين الئالث عشر من شهر آيار عندما سجلت أسعار أسهم ال DOWJONES هبوطاً حاداً بلغ 600 نقطة في خلال جلسة واحدة من التداول وكذلك الأمر لمؤشر ال S&P الذي خسر 70 نقطة.
وستستمر أسعار النفط بالتعرض لضغوطات متكررة مع تلاشي الأمل في إتفاق تجارة واضحة ما بين العملاقين. ويشير المحللون بأن الإنخفاض المستمر للأسعار ياتي كنتيجة طبيعية لحالة عدم الرؤية الواضحة المحيطة بالأسواق العالمية ككل إن من حيث التركيز والإصرار على ضرب صادرات إيران إلى الصفر وأوضاع الإمدادات في ليبيا وأخيراً إقرار زيادة في الضرائب على دخول البضائع الصينية إلى أميركا بنسبة 25%.
أما دور الخليج من كل هذه الفوضى يتمحور حول السعودية التي نجحت في تحقيق التوازن بين الحفاظ على ‘تفاق خفض الإنتاج وإبقاء الصادرات أقل من 7 مليون برميل يومياً من جهة وتلبية طلبات الدول ومنها الطلبات الأساسية القادمة من الزبائن السابقين للنفط الإيراني حيث يتم تلبية أوامر الشراء بشكل سريع وآمن وذلك منعاً لأي فراغ في أسواق الطلب. ويعود كل هذا نتيجة الرؤية الرصينة للسعودية والخبرة القديمة في التعامل مع متغيرات السوق. ولكن في ذات الوقت تخشى دول الخليج بأنه إذا طالت هذه الأزمة من تعرض الإقتصاد العالمي لضربة قوية ما لم يتم إبجاد حلول وإحتواء الخلافات التجارية والسياسية وتنازل الأطراف المعنية للتوصل إلى إتفاق جديد وإلا سنظل في حالة ركود قوية وعليه إنخفاض مستمر لأسعار النفط وغيرها.
والسؤال الأبرز في هذه المعضلة ما هو رد فعل إيران على العقوبات، هل ستستمر في مواجهة التحديات أم ستقبل بالتفاوض او ستلجأ إلى وسائل عسكرية بتقييد حرية الملاحة في مضيق هرمز أو العمل على إشعال جبهات عربية متعددة تقع تحت نفوذها. يذكر بأن لم يتبنى أي طرف عسكري أو إرهابي التفجيرات الأخيرة التي حصلت في منطقة الفجيرة الإماراتية والتخريب للسفن التجارية وأيضاً تفجير خطي أنابيب داخل السعودية الممتد من المنطقة الشرقية حتى البحر الحمر.
على ضوء كل هذه الأحداث والقرارات الآنية ستظل تأخذ أسعار النفط منحى جديداً يعكس بداية الأعمال العسكرية وإستعراض القوة وتراجع التصريحات الكلامية.