سلسلة دراما رمضان(١) بدايتها مسك مع ” انتي مين”

جوزفين حبشي:
صرنا تقريبا بمنتصف شهر رمضان، والمسلسلات اللي تحضرت صارت بنصا كمان. المعالم توضحت، رغم انو المفاجآت بعدا واردة. لهيك عبالي اعمل جولة على بعض الاعمال اللي عم تابعها، واسمحولي تكون البداية هالمرة هي المسك مع مسلسل ” انتي مين”.
هالمسلسل من انتاج MTV و كارين رزقالله ومن اخراج ايلي حبيب، يعني مافي وراه شركة انتاج ضخمة، ورغم هيك عم يتصدر برأيي وبقوة السباق الدرامي برمضان. ليش؟ الاسباب كتيرة، والبداية من عند كارين رزقالله اللي انا كنت محمّسة لنص مسلسلها “قلبي دق” قبل ٣ سنين . صحيح انو المسلسل ما كان تحفة فنية، الا اني كنت مع تقدير هالعمل اللي كان عم يرسم معالم جديدة للدراما التلفزيونية، من خلال الواقعية الشعبية اللي بتلامس الناس بشكل طبيعي وعفوي. اما اليوم، ومع ” انتي مين” ، فمن الواضح انو تجربة كارين رزقالله نضجت. لأول مرة “بتبكّل” رزقالله عملها عالبكلة، إن من ناحية الحبكة الكوميدية- الدرامية بامتياز ، وتماسكها وترابطها ومفاجآتها وملامستها لوجع الحرب النفسي ، والاهتمام بأصغر التفاصيل، للكاست الرائع والشخصيات المرسومة صح، والادارة الفنية الملائمة جدا لمناخ القصة والاجواء. الاداءات مش طبيعي شو طبيعية، والشخصيات لافتة ونافرة وغير تقليدية، بدءً بالعملاق ال hero نقولا دانيال والقديرة جوليا قصار والمهضومة والمؤثرة انجو ريحان ، والممثل عمار شلق اللي عم بيقدم للمرة التانية على التوالي دور مفاجئ بكل ما للكلمة من معنى ( الاول بثواني لسمير حبشي وكلوديا مرشليان و التاني بانتي مين ، رغم الاختلاف الكبير بالشخصيتين) ، مرورا بكل الممثلين ، وصولا لكارين رزقالله. نعم كارين رزقالله اللي، بعترف انها، و لاول مرة بتقنعني مية بالمية باداءا التمثيلي من خلال تركيبا شخصية مش عم تفلت منها ابدا، رغم ملامحها العديدة والمتناقضة، بين طرافة ووجع وجنون وضياع واستلشاء وحنان وقسوة. كارين رزقالله بتلبقلا الكوميديا، ورجعت بمسلسل “انتي مين” لملعبها، وزادت عليه كمية مدوزنة من الدراما، وكميات مضاعفة من النضج بمعالجة قصة بتعنيلنا كلنا، وكلنا انوجعنا منها، واجواء بتلامس الشريحة الاكبر من الشعب اللبناني العايش بالقلّة والتعتير والشحار ( متل ما بتقول شخصيتها جهاد) .

من دون فلل( جمع فيلا) وبذخ وترف وتياب سينيه وتنانير ميني-جوب وماكياج هالسِمِك، وبسيارة محرتقة وبراميل زبالة ومع فرشات اسفنج بالارض وبسطات ، نجح ” انتي مين” انو يبهرنا ، لأنو اعتمد وسائل جذب غير تقليدية هي الواقعية والطبيعية والضحكة والغصة والشارع الحقيقي والقصص الحياتية اللي منتماهى كلنا معها، والشخصيات اللي ممكن نتفاعل وننفعل معها ونحس فيها لأنو عم منصدقها بكل بساطة. بشرفكن في ابهار اكتر من نقولا دانيال الhero واشباح الحرب اللي عم بتطاردوا وهو عم يطردها بكاس وبرميل زبالة؟ وبيبقى سبب اخير، ما الو علاقة بالمسلسل مباشرة، وهو تعامل كارين رزقالله مع الفنان مروان خوري لتقديم شارة مسلسلاتها، وهيدي برأيي حبة الكرز على قالب المسلسل.
” انتي مين” هو الاول، بالجردة الدرامية الرمضانية، وبكرا منتابع مع مسلسل جديد.