فن ومشاهير
ماغي بو غصن: الذكاء الاصطناعي في خدمة الموهبة والشغف الحقيقيين

جوزيفين حبشي
ليست الموهبة وحدها هي ال “فن tastic “ ولا هي وحدها ما يصنع فناناً حقيقياً، بل ذاك الشغف الذي لا يهدأ، وتلك الرغبة العميقة في التجدد، في كل دور، وكل تفصيلة، وكل ظهور. الممثلة ماغي بو غصن، في كل محطة من مسيرتها، تذكّرنا أن الإبداع لا يأتي صدفة، بل هو خيار يومي، ومسار طويل من العمل والبحث والإصرار.
في منشور أخير لها، احتفلت ماغي بشخصياتها، لا كمجرّد أدوار لعبتها، بل كجزء حي من تكوينها الفني والإنساني. غالية، يسار، سحر، ديما، ليال، جوليا، مايا، جانا… أسماء لا تسكن في النصوص فقط، بل تعيش في ذاكرة الجمهور، لأنها حملت شيئاً حقيقياً منها، من قلبها، ومن صدقها.

Screenshot
المؤثّر في ما قدّمته ماغي، ليس فقط استرجاع الأدوار، بل الطريقة الذكية والملهمة التي اختارتها لذلك: صورٌ مصمّمة بتقنية الذكاء الاصطناعي، تمزج وجهها الحقيقي بوجوه الشخصيات، في محاكاة بصرية عميقة للعلاقة بين الممثّل ودوره، وبين الإنسان وما يصنعه من حكايات.
هي بذلك تواكب أحدث أدوات العصر، دون أن تفقد هويّتها. صحيح أنها استعانت بالذكاء الاصطناعي، ولكن الذكاء الحقيقي الذي تقف خلفه هو ذكاؤها الطبيعي، إحساسها بالناس، وفهمها العميق لما يلفت الأنظار ويُحرّك القلوب.

Screenshot
ثم تأتي الصورة الأخيرة… وجه ماغي إلى جانب علامة استفهام، كأنها تقول: “من أكون في رمضان 2026؟”
سؤالٌ لا يُطرَح على سبيل الغموض فقط، بل على سبيل الوعد أيضاً، بأن القادم يحمل ما هو جديد، ومختلف، وربما أجمل.
ما يلفت في هذا التوجّه، أنه لا يركن إلى النجاحات السابقة، بل ينطلق منها ليؤكّد حضوراً دائماً ومتجدّداً. هو ترويج، نعم، لكنه ترويج بذكاء، واشتغال واعٍ على الصورة العامة للفنان، يقف خلفه فريق مدرك لأهمية التفاصيل، ولأهمية أن يبقى الفنان في موقع المبادرة لا التلقّي.

Screenshot
وفوق كل ذلك، ماغي بو غصن تدرك أن الجمهور ليس متلقّياً فقط، بل شريك حقيقي في المسيرة. تلتقيهم، تصغي إليهم، تستمد من آرائهم ما يُغني اختياراتها، وتردّ لهم الوفاء بوفاء. لا تفصل نفسها عنهم، ولا تضع بينها وبينهم حواجز وهميّة. وهذا، أكثر من أي شيء آخر، دليل على وعيٍ حقيقي، ونضجٍ فني، وشخصية تعرف أن النجاح لا يتحقق إلا بمن يحبون، ويتابعون، ويؤمنون.
وما بين شخصية وأخرى، بين عمل وآخر، وبين موسم وآخر، تثبت ماغي بو غصن أنها ليست فقط ممثلة موهوبة، بل امرأة تعرف كيف تُعيد اختراع نفسها، وتمنح الفن من قلبها، بلا توقف، بلا كلل… بلا أن تنام على أمجادها.

Screenshot