صحة
مسقط تعلن تسريع إجراءات “الصحة الواحدة” والسعودية تستضيف النسخة الرابعة
خرج المؤتمر الوزاري العالمي الثالث رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات في ختام أعماله اليوم (الجمعة) بإعلان مسقط بشأن تسريع إجراءات “الصحة الواحدة” حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 فيما يتعلق بمجابهة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات .
وقد تبنى المشاركون في المؤتمر الذي استضافته سلطنة عمان لمدة يومين ؛ إعلان مسقط الوزاري المؤمل أن يرفع للنقاش في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، وبموجب هذا الاعلان يتم الالتزام بالعمل على تحقيق ثلاثة أهداف هي : تقليل إجمالي كمية مضادات الميكروبات المستخدمة في نظام الأغذية الزراعية بنسبة 30-50٪ على الأقل من المستوى الحالي بحلول عام 2030 .
يرمي هذا الهدف الطموح إلى تحفيز العمل السياسي الوطيد على الأصعدة الوطنية والعالمية وتوحيد الجهود والالتزام. وسيتيح نظاق هذا الهدف للبلدان المرونة التي تمكنها من تكييفه مع سياقاتها وأولوياتها وتوافر الموارد ليس لتقليل الحاجة إلى مضادات الميكروبات فحسب ؛ بل ولتعزيز أنظمة الصحة الحيوانية وسلامتها.
ويتمثل الهدف الثاني في : عدم استخدام مضادات الميكروبات ذات الأهمية الطبية للطب البشري في الحيوانات بشكل نهائي للأغراض الطبية غير البيطرية أو في إنتاج المحاصيل وأنظمة الأغذية الزراعية لأغراض غير متعلقة بالصحة النباتية. ويحث هذا الهدف على دعم الاستخدام المسؤول عبر كافة القطاعات للمحافظة على الأدوية الحديثة.
أما الهدف الثالث فيتمثل في : ضمان أن تشكل المضادات الحيوية المدرجة في مجموعة ” الإتاحة/ أكسيس” ما لا يقل عن أو تساوي 60٪ من إجمالي استهلاك المضادات الحيوية لدى البشر بحلول عام 2030 . ويتماشى هذا الهدف مع غاية هدف التنمية المستدامة المتمثل في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك حصول الجميع على الأدوية واللقاحات الأساسية المأمونة والفعالة ذات الجودة العالية وبأسعار معقولة
من جهة أخرى دعا اعلان مسقط الوزاري المنظمات الرباعية وأمانتها المشتركة المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات إلى تقديم الدعم الفني القطاعي اللازم والتوجيه في وضع المعايير والسياسات لتنفيذ هذه الأهداف والإجراءات ويشمل ذلك قيام المجالس الإدارية لهذه المنظمات بوضع الأحكام ذات الصلة، والجهات المعنية العاملة في صحة الإنسان والحيوان والمجالات ذات العلاقة، بالإضافة إلى المختصين في نظام الأغذية الزراعية والبيئة، لتنسيق آلية تنفيذ خطط العمل الوطنية للصحة الواحدة المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية من خلال إشراك منظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والشراكات بين القطاعين الخاص والعام عبر سلسلة الصحة الواحدة.
من جهة أخرى وافق المجتمعون على طلب المملكة العربية السعودية باستضافة المملكة لاعمال الاجتماع الوزاري العالمي الرابع لمضادات الميكروبات ليكون بذلك المؤتمر الثاني خارج مملكة نذرلاندز في نسخته الرابعة.
وفي ختام المؤتمر ألقى معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي – وزير الصحة – كلمة أكد فيها على أن المؤتمر قد وصل في ختام أعماله إلى حوارٍ مثمرٍ للغايةِ بشأنِ مقاومة مضادات الميكروبات، مشيرا إلى أن نتائجَ هذا المؤتمر ستُثري الحوار المستمر بشأنِ إجراءاتِ الصحة الواحدة في الفترةِ التي تسبقُ اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الرفيع المستوى المعني بمقاومة مضادات الميكروبات في 2024.
موضحا بأن المؤتمر ناقش التحدياتِ والحلولِ الحاسمةِ بشأنِ مقاومةِ مضادات الميكروبات بما في ذلك الإجراءات السياسية اللازمة لإحراز تقدمٍ في تنفيذِ خطط العمل الوطنية. وسيُساعدُ إعلانَ مسقط الوزاري، الذي نوقش في تسريعِ إجراءات السياسيةِ والتنسيق فيما بين القطاعاتِ والدولِ والمنظمات.
وقال معاليه : لقد حضرَ المؤتمر العديد من ممثلي صحة الإنسان والحيوان والزراعة لمناقشة التهديدات الناتجة من مقاومة مضادات الميكروبات وأثرها على التنمية، لذا، دعونا نتعلمُ من درس جائحة كوفيد19 ونأخذُ في الاعتبارِ علم مقاومة مضادات الميكروبات لنُصعِّد من اتخاذ الإجراءات اللازمة بصفة عاجلة، فليس لدينا وقتٌ نُضيّعه.
كذلك شكلت اللجنة التنظيمية للمؤتمر برئاسة المدير العام لمراقبة ومكافحة الأمراض في وزارة الصحة وممثلين من كل من وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون ، ونسقت اللجنة كافة الجهود التنظيمية للمؤتمر ووضعت البرنامج والمخرجات وناقشت ذلك مع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والجهات الأخرى المشاركة ، فضلا عن اللجان وفرق العمل الفرعية المختصة بالأمور التنظيمية والإدارية والإعلامية المختلفة ، والتي تجهز جميعها وتعد لاستضافة الاجتماع وتهيئة عوامل النجاح لأعماله