منكبر بكل شي، الا العمر

بقلم جوزفين حبشي

قديش عمرك مدام؟
قديش عمرك دوموازيل؟
قديش عمرك مسيو؟
وبتوقع الكارثة الكبرى، لا بل الطامة الكبرى. يعني هيدا السؤال تحديدا اصعب من فحص الباكالوريا بالدولة، والكولوكيوم، وامتحان القبول بالناسا ، بالنسبة لكل الناس، نساءً ورجالا، ايه ايه رجالا ايضا، لأنو الكل بالهوا سوا ، لما ندق بالعمر.

غريب رعبنا من سؤال العمر، خصوصا لما “نقلّط” العمر الزغير. غريب، لأنو كلنا من دون اي استثناء منحب ومنسعى لكل شي ” كبير” ما عدا العمر، وعدّوا معي:
كلنا منحب نكبر بموقعنا ومهنتنا ومركزنا وكلنا منتمنى يكبر معاشنا وراتبنا و حسابنا بالبنك. حتى الواحد لما بدو يتوظّف ، بيكبّر ال CV, ونيالو اللي عندو خبرة كبيرة . ولما حدا يعمل معنا عمل مهم، شو منقلوا؟ “كبرت بعيني، وروح يا كبير”. اما اذا حدا تصرّف تصرف مش ولا بد، في زغر عقل وما بيليق فيه، كلنا منقلو ” الله يكبّرك”، ويسترجي حدا يتطاول علينا لأنو منسفقو جواب متل ” كبيرة على رقبتك” منجيب اجلو فيها، واذا عم بيشوف حالو علينا ، الدوا جواب من نوع”كتير كبرانة الخسة”.

حتى لما بدنا نقنع حدا بشي، منتسلّح ب ” كبّر عقلك يا شيخ”، ولما بدنا نفتخر بشخص رفعلنا راسنا، منقلو ” بتكبّر القلب”. ولِك الله، الله السلام على اسمو منقلو” الله اكبر”. طيب ليش لما توصل للعمر، مننفصم؟ انو طبيعي الواحد يكبر بكل شي الا العمر؟ انو عيب الواحد يتخطى سن ال٣٠؟ مش كلنا عم نكبر؟ انو معقول شخص واحد على الكرة الارضية يكون مش عم يكبر يوم بعد يوم بالعمر؟ انو اهانة يكون عمرك ٤٠ او ٥٠ او ٦٠ او ٧٠؟( بعد السبعين ما بيعود حدا يسأل).ليش منفرح اذا ما منعطي عمرنا؟ ليش بدنا نكبّر شفافنا وخدودنا وصدرنا، وبيضيق صدرنا وبتحكمنا العبقة لما يسألونا عن عمرنا؟ انا شخصيا ما بعرف جاوب على ولا وحدة من هال” ليشات”، وانا شخصيا ما بعمري رح قول قديش عمري، انتوا اسطفلوا، وعمرا ما تكون “كبيرة” الثقة بالنفس