ذكرياتي عم توميلي ٢ … دجاجة مش عاملة ” ابيلاسيون” بقلم جوزفين حبشي

جوزفين حبشي

الثروة الحقيقية مش مصاري ومجوهرات وممتلكات. الثروة الحقيقية ، العيلة اولا، والصدقات اللي منعملن، ومعن منعيش احلى الذكريات. ذكريات ما ممكن نرجع نعيشا، بس بتبقى عايشة بالقلب والبال.
ومن احلى ذكرياتي، فترة الجامعة، وتحديدا خلال ٤ سنين من اختصاص علم النفس بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالفنار العالي. مش لأنو بحب فرويد والبسيكاناليز واختبار Rorschach، لأنو كان عندي”بوطة” اصحاب ولا الذ، بيكفي نكون سوا لتتحسن نفسيتنا من كترة الضحك لما نهرب من الصف لنمشرعها . كنا خمسة( متل ما خبرتكن من قبل عن سهرة غنيّة paradise )، حضرة جنابي ومارتا وباسكال وفادي وفرنسيس الشهير بفرانسوا، وكنا بايعين الدني بقشرة بصلة. هلأ البصلة طيبة، بس لما يكون حدّا بالصحن صدر دجاجة عاملة “ابيلاسيون”?.
واذا بصلتكن محروقة وعبالكن تعرفوا الخبرية، رح خبركم ، بس انشالله ما تكونوا بتحبوا التشيكن برغر?. بيوم من الايام، ونحنا بالصف بعد الضهر، متنا فجأة من الجوع لما الدكتور جابت سيرة تجربة بافلوف.وبافلوف يا جماعة هو اللي صمم جهاز بيراقب كمية اللعاب بتمّ الكلاب( ايه الكلاب عو عو) لما يحطولن أكل، ولاحظ انو الكلاب بتبلش تفرز لعاب من ساعة ما تسمع دعسة الحارس اللي جايبلها الاكل.( اذا مهتمين بتجربة بافلوف، غوغلوها). حاصلو، مدري ليه جعنا هالقد لما سمعنا تجربة تقديم الاكل للكلاب وطبعا ” اصبح في فمنا ماء” واتطلعنا خمستنا ببعضنا، وبلشنا ننسحب انسحاب تكتيكي، واحد ورا التاني من الصف. وطبعا طرنا بسيارة فرانسوا ، من الفنار على الجديدة، على مطعم كان عامل عرض “همبرغر وفرانش فرايز وبيبسي” بالف ليرة فقط لا غير. ولِك يلعن عرضو ملا عرض، خصوصا لتلاميذ متلنا، على طول “منَغّلين”( يعني طفرانين) واخر همنا اذا منتسمم. وصلنا على المطعم( نسيت شو اسمو) بس كان بشارع الجديدة، بعد الساحة لميلة سد البوشرية، عرفتوه؟؟؟ المهم، وصلنا، وقعدنا وطلبنا طبعا الoffre. وفرانسوا قد منو مفذلك، طلب تشيكن برغر، مش همبرغر متلنا. وإذ…. بتنزل الصحون، ومنبلش كدش. وحدو فرانسوا بيبقى جامد، عم بيبحلق بصدر الدجاجة. نحنا انتبهنالو بعد ما مَسَح كل واحد منا صحنو مَسِح. خير؟؟؟ شو باك؟ فرانسوا صار يتبكبك ويتأتيء… ولِك شو فيييي؟ قرّب راسو صوبنا، قربنا كلنا راسنا صوبو. بلع بريقو وقال بصوت ” تخنقه الدموع” من كترة الضحك:” الدجاجة مش عاملة ابيلاسيون”…. طبعا ما حدا منا قرف، وفرانسوا نتف الشعرة من صدر الدجاجة وكمّل اكلو، لأنو دافع الف ليرة بالتمام والكمال، وتضر وما تفوت، وبسيطة مش مشكلة انو هالتشيكن برغر، الكلب بحد ذاتو ما كان قبِل ياكلها، بس نحنا اكلنا الضرب، ورجعنا عالصف لنشوف شو عاد صار بكلب بافلوف.