Connect with us

ثقافة

“فينوس” حايك تفجّر قنبلة: بنيّنا معاً بيتاً وهم هدموه

Published

on

جوزيفين حبشي

فينوس هي ريتا حايك. شئنا أم أبينا، شخصية فاندا في مسرحية “فينوس” لجاك مارون هي ريتا حايك. ونعم، أي ممثلة في أي مسرحية أو مسلسل أو عمل فني قابلة للاستبدال، ولكن الصداقة لا تُستبدل، والثقة لا تُستعاد ، والخذلان من الاصدقاء لا يُعَوّض. الثقة والصداقة لا تحتاجان لكونترا موقّع. هذا باختصار لسان حال الممثلة ريتا حايك، التي اتصلنا بها لاستيضاح خلفيات  القنبلة المدويّة التي فجّرتها البارحة، 4 تموز . قنبلة من عيار فيديو نشرته ، واظهرت من خلاله حجم الخذلان الذي شعرت به عندما قرر المخرج والكاتب جاك مارون الاستمرار باقامة جولة خارجية للمسرحية التي يؤدي دور البطولة فيها كل من ريتا حايك وبديع ابو شقرا. هذه الجولة تشمل دبي وكندا، وكان كل من جاك مارون وريتا حايك وبديع ابو شقرا  قد اتفقوا عليها قبل بدأ عروض المسرحية مجددا على مسرح مونو في شهر نيسان الماضي ، وبعد مرور عشرة اعوام على العروض الاولى التي حققت نجاحا كاسحا بجرأتها وعمقها واختلافها عن كل ما قُدّم سابقا.

Screenshot

طيب ماذا حصل؟ ولماذا استبدلت ريتا برولا بقسماتي؟ وهل ريتا هي من رفضت الاستمرار باستعادة المسرحية؟ وهل فعلا الاسباب مادية؟

ريتا حايك لا تزال في قمة صدمتها، لا لأنها خسرت دورا في عمل، تعتبره طفلها الذي انجبته وربّته واطعمته من لحمها ودمها وروحها وعرقها ، وشكّلته ورسمت كافة معالمه، بل لأنها خسرت ثقة في اصدقاء خانوا العِشرة، فجعلوها تربح خذلانا لا يقدّر بثمن. تقول ريتا” نحن لا نوقّع كونترا صداقة،وهذا هو الخطأ الذي ارتكبته” .

نعم ريتا ” أم ” المسرحية، وهي تؤكد أن لا طفل من دون أم وأب، ولكن الغاء دور الأم من حياة طفلها ، أو استبدالها بأم بديلة، لا يوافق عليه قانون الاخلاق والضمير والانسانية، حتى ولو صدّقت عليه كافة قوانين المحاكم في العالم كله.

-ولكن يا ريتا، الست انتِ من تخلّى عن مشروع الجولة، بعدما تم الاتفاق عليها، ومُضيت العقود؟ في هذه الحالة، يحق لجاك مارون الاستعانة بممثلة أخرى.

Advertisement
Ad placeholder

-ولماذا تخليّت عن مشروع الجولة -تجيب ريتا- ألم يطرح احد هذا السؤال على نفسه؟ أن تتخلى أم عن طفلها، أمر غير  وارد، إلا  أذا  خُذلت من والد هذا الطفل، وفقدت ثقتها به، واصبح استمرار العلاقة  مستحيلا ، عندها يصبح الطلاق علاجا لايقاف النزف، وحمايةً لما تبقّى من عِشرة طيبة كانت في الماضي بين الشريكين.

Screenshot

لفهم كل ما تقدّم، سنعود مع ريتا حايك الى بداية فكرة تقديم مسرحية ” فينوس” في لبنان قبل ١٠ اعوام. تقول حايك انها هي التي اتصلت بجاك مارون  بعدما شاهدت فيلم  Venus in Fur للمخرج رومان بولنسكي سنة 2013, المقتبس بدوره عن مسرحية تحمل العنوان عينه للكاتب الاميركي ديفيد ايفز. الفيلم بهرها ، فاتصلت “بصديقها” جاك مارون وعرضت عليه فكرة اقتباس العمل في مسرحية لبنانية. ( كما يظهر في الفيديو المرفق مع الموضوع)

ScreenRecording_07-05-2025 11-48-04_1

وهكذا كان، وولدت واحدة من أهم وأقوى وأجرأ  المسرحيات في لبنان سنة ٢٠١٥، تدور في فلك لعبة نفسية معقّدة بين السيطرة والخضوع، بين الرغبة والخوف، بين قوة المرأة وهوس الرجل بأن يخضع لها، من اقتباس لينا خوري وغابريال يمين وجاك مارون، ومن بطولة بديع ابو شقرا وريتا حايك.

مجدداً، تؤكد ريتا انها هي وراء فكرة استعادتها بعد مرور 10 اعوام على عروضها الاولى. ” المسرح اللباني شهد في الفترة الاخيرة فورة وحركة استثنائية، فلماذا لا نستعيد ” فينوس”؟ وهكذا اتصلت ببديع ” صديقي” وقمنا بالاتصال بجاك مارون المقيم في فرنسا، وعرضنا عليه الفكرة.  وحتى أننا تكلمنا عن جولة نقوم بها بعد العروض في لبنان التي لم تكن قد بدأت بعد. وتعلمون الباقي، ولكن ما لا تعلمونه هو  انني لم اوقّع عقداً ولم اطالب بحقوقي المادية، لانني كنت اعتبر انني وسط عائلتي واصدقائي. 3 اشهر من التمارين، وشهر من العروض، لم اقبض خلالهم ليرة واحدة ولم اكترث لأنني شغوفة بما اقدّم.”انا حطيّت من ذاتي، من حالي، من كلاويي بهالمسرحية. انا ما كنت عم قدّم دور، انا كنت الدور والشخصية ، صرنا واحد”  . ولكن بعد نجاح العروض والتلاعب في تكلفة المسرحية، وعدم حصولي على القيمة المناسبة لتعبي ومجهودي، رفضت المتابعة. لقد شعرت بالخذلان وفقدان الثقة بأقرب الناس ، فكيف يعقل ان نستمر بالعمل معاً. “كان في جوّاتي وجع، لهيك اعتبرت مسرحية “فينوس” صفحة وطويتها.

-ولكن هناك عقد بالجولة الخارجية، فكيف تنسحبين؟

Advertisement
Ad placeholder

-كما قلت سابقا، تحدثنا عن الجولة قبل بدأ العروض في لبنان، وجاك هو من وقّع العقد مع طارق سيكياس من دون العودة لي. عند انتهاء عروض لبنان في شهر ايار الماضي وعدم حصولي على حقوقي، رفضت المتابعة. وطبعا لم اتحدث بموضوع حقوقي المهدورة في الاعلام. ” فينوس” كانت حلما جميلاً، لذلك ورغم فقدان الثقة بأقرب الاصدقاء، قررت ان اطوي الصفحة لتظل ذكرى جميلة، وانتهينا. ولكنني فوجئت في 2 تموز ، وتحديدا الساعة 11 قبل الظهر، باتصال من بديع ابو شقرا، يعلمني فيه  انهم مستمرون بالجولة، وانه سيتم استبدالي بممثلة أخرى ، وانه لن يتمكن من الانسحاب لاعتبارات خاصة. موقفه صدمني، فنحن اصدقاء ، وما تعرضت له انا، تعرّض له هو أيضاً. ثم تلقيت في اليوم التالي اتصالا من الممثلة رولا بقسماتي التي سألتني عن اسباب انسحابي من الجولة. شرحت لها كل ما تعرّضت له، وبدت متفاجئة. ولكن في اليوم التالي تم نشر اعلانات الجولة مع صورة رولا على الاعلان.

Screenshot

-طيب، لماذا لم تستمري في الجولة؟ حتما كنت ستحصلين على حقوقك المادية كاملة.

  • لم استمر لأنني فقدت الثقة باصدقائي، وعندما نفقد الثقة، لا شيء يمكن أن يعوّضها، ولا حتى الاف الدولارات

-قانونيا، يحق لهم الاستمرار

-ماذا عن الحق المعنوي؟ انا وجاك مارون وبديع ابو شقرا لم نقدّم مجرد مسرحية، نحنا عمّرنا بيتاً.

و… شئنا أم أبينا، ريتا هي احد ابرز اساسات ودعامات البيت، وكل من شاهدها على المسرح بدور فاندا، يدرك انها لم تؤدي شخصية، بل عاشتها والتحمت بها ، فالتغت الحدود بين الحقيقة والخيال. ما يحصل اليوم أغرب من الخيال، ومؤسف حقاً للصداقة قبل القانون . وحتى لو كان يحق لجاك مارون الاستمرار  قانونياً بالمسرحية، والاستعانة بممثلة  نقدرها ونحترم موهبتها مثل رولا بقسماتي، يظل الحق المعنوي من حق ممثلة استثمرت ذاتها في “فينوس”.

أنها كلمة حق تُقال، بانتظار ما سيصدر عن جاك مارون من بيان توضيحي منتظر اليوم.

Screenshot

 

Advertisement
Ad placeholder
Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

يوليو 2025
ن ث أرب خ ج س د
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
28293031  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA