ثقافة
“كذبة بالصينية”: مسرحية تُهضم بسهولة على عكس “الكبة بالصينية”
جوزيفين حبشي
مقولة ” فرخ البط عوّام” ليست كذبة، فبعد مسيرة فنية طويلة قدّم فيها والده الكاتب والمنتج الراحل مروان نجار مسرحيات الفودفيل الكوميدية التي طبعت تسعينات لبنان بخفة ظلّها وسرعة ايقاعها ونجاحها الجماهيري الكبير ، ها هو زياد نجار، ابن هذا الإرث الفني ، يحاول طبخ الاطباق ذاتها ولكن بمكونات اخرى، والسباحة في البحر عينه، و لكن بماء مختلف.
Screenshot
على خشبة مسرح مونو، يقدّم لنا زياد نجار مسرحية “كذبة بالصينية”، وهي محاولة لخلط وصفة “الفودفيل ” بنكهات معاصرة، تحت إشرافه الإخراجي، وبنص مشترك بينه وبين وليد عرقجي (المنتج والممثل أيضاً). العنوان المستوحى من الطبق اللبناني الشهير ، كافٍ وحده ليكشف المزاج العام للعمل: لا شيء جاد جداً، ولكن … لا تقلقوا، فمقولة ” الكبة بالصينية” ثقيلة على المعدة، كذبة بدورها، ولا تنطبق تماما على المسرحية الخفيفة، و”المهضومة”، التي لن تُتعب المعدة ولن تجهد العقل. ضحك وإفيهات سريعة، وعلاقات متشابكة، واكتشافات حول الحب والخيانة والارتباك العاطفي لا تفاجئنا دائما، وحلول لا تقنعنا دائما، وشخصيات طريفة ولكن مسطّحة كالكبة الممددة في الصينية، لا نرى ولا نستطعم بحشوتها الداخلية، ولكن …” بتقطع”، لأن المسرحية لا “تكذب” علينا ولا تدّعي انها ستقدم لنا العمق و الثقل والدسامة ، ولا تسعى لتكون “تحفة فنية”، بل تعرض نفسها بوضوح كمسرحية ترفيهية، خفيفة، مباشرة ، ولذيذة مثل طبق “الكبة بالصينية”، ولكن بمذاق أخف على “المعدة المسرحية”.
Screenshot
لهذه المسرحية بهاراتها الستة وليس السبعة : نص كصلصة خفيفة كانت تحتاج لتسميك اكثر، اخراج جيد ولا بأس بتحريكه اكثر ، وثلاث نكهات (زينة مكي ووليد عرقجي وجويل منصور) يتفاوت طعهما بين المقبول والعادي، بينما يطغى “فلفل” رودريغ سليمان بلذعته الطريفة على طعم المسرحية بكاملها. رودريغ سليمان مفاجأة حقيقية لي ( على عكس الاحداث المتوقعة) ، فهذه هي المرة الاولى التي اراه يقدم الكوميديا باداء “ولا اهضم”.
في النهاية، المسرحية أشبه بوجبة خفيفة، تُهضم بسرعة و تمرّ بسلاسة وتؤدي وظيفتها في الترفيه والاضحاك والتسلية و … ألف مبروك وألف صحتين.
Screenshot
Screenshot
Screenshot
