فن ومشاهير
في ذكرى ولادة نصري شمس الدين، الخلود كله.
في مثل هذا اليوم ، قبل ٩٨ عاماً، ولد نصري شمس الدين ، أحد أعمدة الفن اللبناني، ورمز الاغنية الجبلية اللبنانية، الذي رحل عنا عن عمر ٥٦ عاما فقط عام ١٩٨٣، تاركا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن العربي. وُلد في بلدة جون الجنوبية في 27 يونيو 1927. اشتهر بصوته الجبلي العذب وأدائه المسرحي المميز، وكان من أبرز الوجوه الفنية في لبنان والعالم العربي.
Screenshot
انطلقت مسيرته الفنية في الخمسينات، حيث انضم إلى فرقة الأخوين رحباني عام 1957، وشارك في معظم مسرحياتهم الغنائية إلى جانب فيروز. تميز بأداء أدوار متنوعة مثل المختار، الأمير، والوزير، مما جعله جزءا أساسيا من المسرح الرحباني. في عام 1980، قدم آخر أعماله مع الرحابنة في مسرحية “الشخص” في الأردن.
بعد انفصاله عن الرحابنة، بدأ نصري شمس الدين مسيرته الفنية المنفردة، وأصدر ألبوما غنائيا بعنوان “الطربوش” عام 1982 من ألحان ملحم بركات. تعاون مع كبار الملحنين مثل فيلمون وهبي، حليم الرومي، وعفيف رضوان، وأسس فرقة “جون” التي قدمت عروضا في مهرجانات عالمية.
Screenshot
رزق نصري شمس الدين بستة أبناء: مصطفى، ألماسة، مي، ماهر، ريما، ولين. ابنته ريما تمتلك صوتا جميلا، لكنها لم تسلك درب الفن امتثالا لرغبة والدها.
توفي نصري شمس الدين في 18 مارس 1983 إثر نزيف دماغي حاد أثناء غنائه على خشبة مسرح “نادي الشرق” في دمشق. نُقل جثمانه إلى لبنان في تابوت خشبي على سطح سيارة أجرة إلى بلدته جون، مما يعكس قسوة الظروف في تلك الفترة.
خلف نصري إرثا فنيا ضخما يتجاوز 500 أغنية، بالإضافة إلى مسرحيات وأفلام. رغم ذلك، لا يزال هناك حوالي 250 أغنية لم تُنشر بعد، ويحرص أبناؤه على الحفاظ عليها من السرقة أو التعدي.
في تكريم له، أطلق وزير الإعلام السابق زياد المكاري اسم نصري شمس الدين على استوديو رقم 4 في “إذاعة لبنان” في أبريل 2024، وذلك تقديرا لإرثه الفني الكبير. ومن أشهر أغانيه “يا مارق عالطواحين”و”على عين المي يا سمرة” و”هدوني هدوني” و” طلّوا الصيادي”.
في ذكرى ولادته، لم يعد بامكاننا ان نتمنى له العمر الطويل، بل الخلود الدائم من خلال تراثه الفني المميّز.
Screenshot
